"مرحباً بكم في بيتكم الثاني"، هكذا اختار الجمهور المغربي استقبال ريال مدريد في مباراة نصف نهائي كأس العالم للأندية المغرب 2014 ضد كروز أزول المكسيكي والتي آل الفوز فيها لصالح مدريد برباعية نظيفة
وبالفعل يملك الفريق الملكي قاعدة جماهيرية وشعبية كبيرة في المغرب أهمها مجموعة أصدقاء مدريد المغرب الذي قال أحد مؤسسيها الطيب السميلي لموقع FIFA.com "خلال شهرين كانت الإستعدادات على قدم وساق، لكي تظهر لوحة اليوم في أحسن حلة. لقد سهر عليها مجموعة من الشباب الشغوفين بحب ريال مدريد وفي مباراة النهائي سنرفع واحدة أخرى ستكون أطول من الأولى."
كانت اللوحة الفنية عبارة عن صورة للبرتغالي كريستيانو رونالدو بقميص رقم 10 في إشارة إلى اللقب العاشر لمدريد في دوري أبطال أوروبا، أما من لم يستطع توفير تذكرة تمكنه من متابعة مباراة ريال مدريد من المدرجات فسارع إلى حد المبيت في العراء وتحمل البرد القارس في مراكش، انتظاراً لوصول حافلة ريال مدريد إلى مقر إقامته، أملاً في سرقة نظرات سريعة لنجوم يدفع مبالغ كبيرة لمشاهدتهم على التلفاز.
وبالفعل، خلال طيلة 90 تسعين دقيقة من المباراة، رددت الجماهير المغربية اسم كل لاعب في كتيبة الميرينجي ولم تتوقف الحناجر، حتى اعتقد كارلو أنشيلوتي وجاريث بايل وبيبي أنهم في سانتياجو بيرنابيو وليس في مراكش، مع ابتداع طرق مغربية صرفة في التشجيع، في حين اختارت المتيمات بكريستيانو رونالدو رفع لافتات كتب عليها "تزوجني يا رونالدو".
تسابقت جميع شرائح المجتمع المغربي على متابعة ريال مدريد والتقاط صور مع نجومه، إذ تهافت السياسي والرياضي والفني على تحية فريق العاصمة، بل حتى الصحافيين تحولوا من ناقلين للمعلومة إلى حالمين بصورة مع كريستيانو رونالدو و سيرخيو راموس و جاريث بايل وغيرهم.
ووصف السميلي الأمر بالطبيعي، إذ أوضح قائلاً "ريال مدريد يملك شعبية كبيرة في المغرب فالمملكة لا يفصلها سوى كيلومترات قليلة عن أسبانيا وسكان شمال المغرب شغوفين بالدوري الأسباني وحب ريال مدريد في كل مدينة وقرية من شمال المغرب." 
قصة حب الطيب لريال مدريد تصلح لكي تكون سيناريو لفيلم سينمائي، فقد روى المشجع ذو الخامسة والأربعين عاماً قائلاً "أصبحت أشجع ريال مدريد في عام 1971 عندما كنت طالباً في الثانوية وكنت حارساً ممتاز. وفي أحد الدوريات المدرسية قدت ثانويتي إلى الفوز بأحد الألقاب، وحينها تقدم إلي مدرب الفريق وهو لاعب كرة سلة سابق في مدريد يدعى ليجاد، طالباً مني أن أفصح على فريقي المفضل، فقلت أنا محب للوداد البيضاوي، فطلب مني أن أفصح على فريقي المفضل في أوروبا، فكانت إجابتي لا أحد، ليهديني دبوساً يحمل شعار ريال مدريد، ومن حينها وأنا أشجع ريال مدريد."
فرصة نادرة
حظي أطفال دور الأيتام أيضاً بفرصة لمتابعة ريال مدريد، وهي فرصة لا تعوّض بالنسبة لهؤلاء الذين ينقسمون كل نهاية أسبوع ما بين ريال مدريد وبرشلونة. ولكن في ليلة الثلاثاء ارتدى جميعهم القميص الأبيض لتزامن الموعد مع رابع مباراة ريال مدريد في المملكة المغربية.

وقد مكنّت مجموعة أصدقاء ريال مدريد الدار البيضاء، هؤلاء الأيتام من متابعة مدريد في نصف النهائي وعن هذا الأمر قال صاحب الفكرة عبد الرزاق علام "ريال مدريد قبل أن يكون فريقاً كبيراً هو فريق اجتماعي بامتياز وتربطنا بالفريق الأسباني شراكات عدة. فقبل أن نكون أنصار أوفياء لمدريد، يهمنا أن يحظى الجميع بفرصة متابعة ريال مدريد عن قرب، قبل سنتين زار ملعب سانتياجو بيرنابيو وتدريبات الفريق أطفال مجموعة من دور الأيتام، وهم اليوم يحظون بفرصة أخرى بمتابعة ريال مدريد من المدرجات وفي أرض مغربية."
كان علام شاهداً على عدة ألقاب حققت من قبل مجموعة من الأجيال الذهبية كخينتو وبوتراجينيو وبيري وكاماتشو وزيدان وصولاً إلى رونالدو وهو يعتبر إضافة لقب كأس العالم للأندية FIFA إلى خزينة النادي أمراً مميزاً إذ أشار قائلً "آمل أن يحرز ريال مدريد لقباً آخر يدخل به التاريخ."
قبل أن يكون علام مشجعاً، كان لاعباً في فريق ريال مدريد لكرة الطائرة وقد نال لقبين للدوري الأسباني ولقبين آخرين في كأس الملك ووصل إلى نصف نهائي كأس الإتحاد الأوروبي، وهو أول لاعب عربي وأفريقي حمل قميص ريال مدريد للكرة الطائرة، مما يؤكد التلاحم الكبير بينه وبين الفريق الأسباني.
ويرى علام أن زيارة مدريد للمغرب سيرجح كفته من حيث عدد مشجعين النادي في المغرب على حساب فرق أخرى، قائلاً "قدوم ريال مدريد أمر عظيم. لقد تم استقابلهم استقبال الملوك وسنودعهم وداع الأبطال. وهذا إن دل فإنه يدل أنه النادي أكثر شعبية في  المغرب،"مضيفاً"سنستمتعبكرةجميلة ونحن نشاهد ريال مدريد فيملعب 
مراكش