شريط الاخبار

قائمة

معضلة الساعات الاضافية ، المقاربة والتصور .

بقلم عبد الله الطولبيكس صخور الرحامنة

أصبحت اليوم ظاهرة الساعات الإضافية موضوع نقاش على المستوى الوطني، من لدن وزارة التربية الوطنية وطاقمها التربوي والديداكتيكي وأساتذتها وأطرها التربوية، بل لقد أصبح هذا الموضوع من بين أهم الملفات المطروحة على مكتب السيد الوزير، الأمر الذي أفرز مذكرة وزارية محتشمة لم تجد حلا لهذه الظاهر عدى منع الأساتذة من مزاولتها وتوعدهم بالعقوبات والغرامات، بنفس الأسلوب التخويفي والقمعي الذي عهدناه، لكن حقيقة هذه الظاهرة لا تستوجب مثل هذه الحلول المتسرعة التي لا تنم عن أي وعي أو بحث أو سابق نظر وتقرير، فالخطوة التي أقدمت عليها الوزارة (المنع) هي خطوة قد يفكر فيها أي من الناس إذا ماسألته عن هذا المشكل وذكرت أمامه بعض ملابساته.
ظاهرة الساعات الإضافية اليوم ينبغي مقاربتها مثلها مثل ظاهرة الغش أو ظاهرة الهدر المدرسي أو ظاهرة تراجع المستوى الدراسي والتعليمي بالمغرب بل حتى أن هذه الظاهرة مثلها مثل المشاكل والمعانات التي يعانيها رجال ونساء التعليم، وما يرتبط بها من نقاشات عن البرامج التربوية والتعليمية، ... وغير ذلك من الاشكالات التي تتجاوز الحقل التربوي والتعليمي وتجر خلفها الحقول السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والنفسية لمغرب الـ 2015 نقول من وجهة نظرنا أنه يتوجب على المعنيين بالأمر مراجعة القضية ومدارستها مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المقترحات التالية:
- صحيح أن بعض الأساتذة أصبحوا يتعاملون بنوع من الشطط وعدم المسؤولية بخصوص استثمارهم في حقل الساعات الاضافية وجعلها موردا ومكسبا على حساب الوظيفة التي أنيطت بهم، وعليه وقفنا بشكل مستمر على هؤلاء الأساتذة سامحهم الله الذين يجعلون من هذه الممارسة فعلا لا تربويا ولا أخلاقيا يفرضون على تلاميذتهم شرط الالتحاق بساعات الدعم للحصول على النقطة وكأن النقطة تباع وتشترى، يمكن وصفهم بالاستغلاليين والطماعين، ليس لأنهم يشتغلون في حقل الساعات الاضافية بل لأنهم يجمعون التلاميذ في منازلهم ولا يقدمون لهم أي جديد بالعكس يضيعون لهم الكثير من الوقت والجهد والمال. هؤلاء وجب تأديبهم
- نوع آخر من الاساتذة يقوم بعمله ووظيفته على أكمل وجه لكنه في ارتباطه بالمقرر والزمن الدراسي ومعاينته لمستوى تلاميذه، وتقويماته المتوالية لمستويات اكتسابهم، يجد أنهم في حاجة ماسة الى الدعم، وعند النظر إلى برامج الدعم والتقوية المقترحة من طرف الوزارة أو مؤسسته التي يشتغل فيها يجدها غير كافية، وهذا شيء حقيقي نعرفه جميعا لا غبار عليه، فيضطر هذا الاستاذ إلى تخصيص بعض الساعات الاضافية لمن أراد ولا يفرض عليهم بدعوى النقطة، وقد تجد هذا النوع من الأساتذة يحدد أثمنة تلك الساعات بما هو رمزي لا يبتغي من ورائه تحصيل المال وجمع الثروة بل هي مستلزمات خاصة بالكراء والانارة والإنترنت أحيانا وحتى الوقت التي يقضيه هذا الأستاذ والمجهود الذي يبدله لتكوينهم أمور تجعله يستحق الحصول على نسبة من الارباح، هؤلاء وجب تشجيعهم وتحفيزهم.
- نوع آخر من الأساتذة يشتغل مع المؤسسات الخصوصية وهو إما يغني تجربته ويفيد بها تلاميذته سواء في الحصص الرسمية أو حصص الدعم، وإما طماع مستثمر يرتدي بدلة الأستاذ كما ذكرنا سابقا.
- الطلبة والطلبة الباحثين وحاملي الشواهد المعطلين عن العمل، هم فئة مهمة في المجتمع، لهم مستويات تعليمية وثقافية تؤهلهم لمزاولة مهن التدريس في مجال الساعات الاضافية وأحيانا أفضل من الأساتذة المتدربين بكثير، هذه الفئة في حاجة إلى عمل إلى ثقة إلى تحفيز لأنهم اليوم معطلين وفي الغد هم لا محال أطر وأساتذة وموظفين سيثم الاعتماد عليهم لتدبير الشأن العام، هؤلاء الطلبة وأنا أعرفهم جيدا لأنني واحد منهم في حاجة ماسة ليس إلى المعرفة أو الخبرة بل إلى التحفيز والمساعدة، وهم أقدر على هذا الفعل وأكثر استعدادا لممارسته بحكم تفرغهم من جهة وبحكم أنهم لا يعرفون شيئا غير مهنة القسم التي قضوا كل حياتهم في ممارستها كتلاميذ وكطلبة وكباحثين، هناك من يدعي من الأساتذة بأن هؤلاء الطلبة مبتدئين غير مؤهلين للتربية والتكوين والحقيقة أن قائل هذا الرأي من الأساتذة يقر هو نفسه بأن التعليم الذي يعلمه لتلاميذته هو تعليم فاشل لكونه يحكم على الطلبة أنهم لا يعرفون وينسى أنه هو من ربى هذه الفئة وعلمها، إذا كنت أن كطالب اليوم لا أتوفر على خبرة فالسبب هو أنه أنت أيها الأستاذ المحترم لم تعلمني شيئا عندما كنت في قسمك لم تستطع أن تنقل لي غير الاهانات والمعانات .. وحتى يطمإن قلبكم حضرات السادة الأساتذة فنحن الطلبة عكس ذلك، لأن عدد قليل من المعلمين والأساتذة الاجلاء والافاضل الذين درسنا على أيديهم علمونا الكثير ونحن على أتم الاستعداد للبرهنة لهم لأنهم يفخرون بنا ونفخر بهم.
مقترح:
إن اشكال الساعات الاضافية لن يحله المنع، بل علينا جميعا تنظيم هذا الميدان وظبطه وتأهيله ليصبح من القطاعات الاجتماعية التي تسهر عليها الدولة، من خلال تشجيع الشباب من الطلبة والباحثين الحاصلين على الشواهد وتحفيزهم ودعمهم للاشتغال في هذا الميدان التربوي بامتياز. وهذه التجربة التي نقوم بها نحن مجموعة من الطلبة الباحثين في فضاء المعرفة للتربية والتكوين بصخور الرحامنة بدون أي دعم أو تحفيز بل تحت التهديد والتخويف ستثبت لكم جميعا لمن يحبنا ومن يكرهنا بأننا لا نريد سوى المضي قدما بتعليمنا الأعرج ونتعهد فيما بيننا بروح وطنية على مساعدة إخواننا وأخواتنا من التلاميذ بما أوتينا من قوة، وإننا ان شاء الله لا نخاف أن نفعل الصواب فمستوى تلاميذتنا وطريقة عملنا وأدائنا هي التي ستحكم في الأخير، وإني ولله الحمد كمشرف على هذا الفضاء أرى الفهم والرضى والإطمئنان في ابتسامات التلاميذ ومحياهم وتلك هي الأجرة التي أتقاضاها والله الموفق .

شارك :

التسميات:

هناك تعليق واحد في ''معضلة الساعات الاضافية ، المقاربة والتصور ."

اضف تعليق
  1. جميل والله . من عبد الرزاق لحنين. مؤسسة حد رأس العين

    ردحذف

  • لمشاهدة الإبتسامات اضغط على مشاهدة الإبتسامات
  • لإضافة كود معين ضع الكود بين الوسمين [pre]code here[/pre]
  • لإضافة صورة ضع الرابط بين الوسمين [img]IMAGE-URL-HERE[/img]
  • لإضافة فيديو يوتيوب فقط قم بلصق رابط الفيديو مثل http://www.youtube.com/watch?v=0x_gnfpL3RM