شريط الاخبار

قائمة

الرحامنة بطعم الوطن



لا ينكر أحدا عن الرحامنة كونهم من قبائل الصحراء القحة. كانوا جنودا صامدين من السعديين الى العلويين، واستمروا مجندين مقاومين وللاستعمار والبؤس مناهضين... أتوا في قوافل مرابطين ومجاهدين، وللرزق والمرعى لماشيتهم قاصدين. فوجدوا في سهول الرحامنة وأحوا ز مراكش المبتغى الآمن المكين. فبنوا خيامهم وأحواشا لماشيتهم، وخلقوا تجمعات حول نقط المياه وجنبات الوديان كعادتهم. جاءوا طالبين للسلم والأمن، وبقوا متعاضدين للذوذ عن كرامتهم، محافظين على عاداتهم وتقاليدهم،

وصدق الله ذو الجلال والاكرام الذي قال:>>وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم<<

الأولوية للشعب والرحامنة جزء من هذا الشعب كما هو شأن باقي القبائل، انصهروا وتصاهروا وتعايشوا في صرح هذا الوطن الكبير. المعيار الوحيد فيه للتمييز هو التقوى، وأمر التمييز هنا موكول إلى الله سبحانه وحده حتى لا يزايد قوم على قوم ، والظاهر هو مدى الانخراط في العمل الصالح لبناء هذا الوطن ومحاربة التشرذم، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. الأولوية اذن للشعب والوطن، والغاية هي أن تتصاهر الأجزاء (القبائل) وتتعارف وتتقارب بالعمل الجاد المجدي ليصير الجميع بناء منسجما منيعا، إنه صرح الوطن . لا يمكن لأي كان ان يمحو التاريخ حتى وان حاول تزييفه ، ولا أن يتنكر لتراثه حتى وإن حاول تمييعه لأن >>الطبع يغلب التطبع<<.

فلكل مقام مقال، ولكل زمان رواده وبناته، وتلك الأيام نداولها بين الناس. وصدق الشاعر حيث قال: كن ابن ما شئت واكتسب أدبا *** يغنيك محموده عن النسب.

ان الفتى من يقول هاأندا *** وليس الفتى من يقول كان أبي

الرحامنة ليست عروسا حتى تنتظر فارس الأحلام، بل كانت في حاجة لمن يلملم همم الرجال، ويزرع التقه والأمل في ساكنة أضناها تسلط الفساد وتوالي سنون القحط والجفاف.

حتى هذا المنقد لم يكن فلانا ولا علانا. بل كان ضميرا بصيغة الجمع، صحا من سباته للتو، تقديره المؤهلات الذاتية للمنطقة ،هو أنا وأنت والآخر بل هو >>نحن<<...

من حقنا ان نحلم، ومن حقنا ان نعيش في مجال أخضر، ومن حقنا الاستفادة من فرص الشغل، فبناء الوطن لا يتم الا بسواعد نساء ورجال هذه الأمة، فما علينا الا توحيد الكلمة، وجمع هذه اللمة، ففي الاتحاد قوة، طريق وطن الكرامة والعزة... 

وصدق الرحمان حيث قال: >>وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان<<.

ولن أنس ابدا ذلك النشيد الذي كنا نردده مع كل مناسبة وطنية ونحن تلاميذ في الابتدائي: 

إليك مني السلام *** يا أرض أرض أجدادي

ففيك طاب المقام *** وبهجة النادي

عبد العاطي بوشريط
06/04/2015

شارك :

التسميات:

لا تعليقات في " الرحامنة بطعم الوطن "

  • لمشاهدة الإبتسامات اضغط على مشاهدة الإبتسامات
  • لإضافة كود معين ضع الكود بين الوسمين [pre]code here[/pre]
  • لإضافة صورة ضع الرابط بين الوسمين [img]IMAGE-URL-HERE[/img]
  • لإضافة فيديو يوتيوب فقط قم بلصق رابط الفيديو مثل http://www.youtube.com/watch?v=0x_gnfpL3RM