شريط الاخبار

قائمة

نريد وطنا ليس الا...


مع تجلي التهديدات الارهابية لتنظيم"داعش" الكثيفة لجعل المغرب هدفا وغاية كبرى من محاولاتها تحويل هذه الرقعة لبؤرة دمار محتقنة كي تكسب طبيعة استراتيجية في الضغط والتحكم العالمي يتبادر حجم الضرورة الكثيفة في ضمان الاستقرار النسبي الداخلي و الموازنة الخارجية من طرف المغرب،هذا الشيء الذي قد لا يكون سهلا و يحتاج منا وعيا كاملا بالمرحلة الرهينة للتقلبات الجيوسياسية العالمية بقيادة نظام عالمي جديد أوشك الوصول إلى مراحله المتقدمة،فنكون بين مفترق طرق لكل منه مساوئ لا تقل خطورة عن الاخر..المغرب مازال يشكل استثناءا مغاربيا في منطقة تتعرض للإضعاف عبر التفتت ومحاولة زرع اللاستقرار لأجل أن يتطاحن الشعب مع الشعب لتخلو المساحة لقيام دويلات صغيرة لا قوة لها ولا اقتصاد بعد ان تكون استنزفت كل قواها في الداخل..ان النيوليبيرالية بأهدافها الضيقة لم و لن تسعف مع مغرب أصلا يعاني تصدعات داخلية خطيرة تجعل منها مادة خام مشتعلة في أي لحظة وتحت أي شرارة،زد على ذلك النظام الملكي المغربي و حجم رغبته في الاصلاح الظاهرة من خلال نزع فتيلة الربيع العربي داخله قبل أن تصل إلى براميل البارود المخزنة بفعل الفقر والهشاشة و سياسة الزبونية والرشوة والحزبية والعلاقة غير الوطيدة بين المواطن والادارات العمومية ومؤسسات الدولة.. وما إلى غير ذلك من أسباب تكشف حجم الدور الذي قد يلعبه الشعب في إنقاذ نفسه من تلك الصور المترامية يوميا في الاعلام المعبرة عن دور الفكر و الحس الواعي و الحوار المنفتح مع الجميع دون اقصاءأو تآمر لصنع مواطن عدو نفسه"نحن أعداء أنفسنا" كما يقع في سوريا و العراق واليمن و ليبيا...فرغم أنه لكل وطن ميكانيزمات خاصة به للتحكم فإن الذي أسلم المغرب هو سياسة" الخيلوطة" اذ أنه يحكم بنظام ثيوقراطي معتمد على الايديولوجية الدينية " سلطة الله في الثواب والعقاب" و كذلك البيروقراطية المتجلية فقط في بنايات معبرة عن مأسسة الدولة الحديثة والتي يعتريها كثير من الشبه و الاستغلال بشقيه"مستغل بكسر الغين و مستغل بفتحها" باتجاه عمودي فقط..ونظام التعددية الحزبية وتسطير خطها السياسي الوحيد غير الخارج عن الإرادة الملكية،كما أن التحكم في السلط وعدم وجود الرغبة في فصلها رغم التلميحات في "دستور 2011" تبقى معبرة عن حجم التخوف و الهاجس المؤرق التي يعانيه الوطن مع تنامي الانتكاسات الحقوقية المشخصة للوضع الداخلي المتأزم،و دور القبلية في الضبط الاجتماعي يعكس عن محاولة طفرتها للظهور مجددا في التحكم رغم محاولات إذابتها حداثيا عبر حزب الأصالة والمعاصرة بتجربته الرحمانية وتصديرها نحو الريف في برنامج "المشاريع الملكية" كنوع من الاستثمار غير المفهوم وغير المنتج و يبقى حال "الرحامنة" نموذجا نظرا لتوفره على ثروة الفوسفاط مقارنة مع حجم نسبة الفقر المرتفعة،التناقض الذي يجعل من القبيلة قد تنفصل و تتمرد لتسترد ثروتها عبر الثورة..هذا في انتظار تصدير الحزب الوراثي"المعدل جينيا حسب الرغبة والهدف" من الريف نحو الصحراء بخصوصيات أخرى إن ساعفت الظروف ولم تتسارع الأحداث نحو الأسوأ...كل هذه "الخيلوطة" المسيسة تجعل من النوع المغربي نوعا مازال غير مفهوم ليصعب زرع الفتنة داخله رغم أن هذا النظام " المخزني" يتحكم في القوتين معا "الصلبة والناعمة" و يدل على انقسام غير متضح بين مغرب نراه يوميا على شاشات التلفاز ونتصفحه في الجرائد ونسمعه في المذياع عبر المؤسسات و آخر " عميق" لا نعرف عنه شيئا غير قوة " الجهاز الاستخباراتي"  و قوته في صنع الاحداث لاجل الركوب عليها و كذلك صلابته المتينة في محاربة"القادة" و تحويلهم من " جنس خالص" بجينات خالصة إلى " جنس مهجن" بجينات مختارة بدقة تخدم النظام القائم...
هذه السياسة تكون مسرعة للسبق و حصد أهداف معينة عبر تحريف "الارادة الشعبية" و أحيانا أخرى تكون جد بطيئة إلى متجاهلة في محاولة منها لكسب الاستقرار النسبي عبر الربح الزمني و الانهاك..
و يبقى المواطن مثلي و مثلكم الورقة التي تتقاذفها كل هذه "الخيلوطة" دون أن يبدل جهدا لمحاولة فهم الواقع بل و أحيانا بعد التعب في البحث عن المعرفة يتجه نحو الانزواء بعيدا و ترك السفينة راكبة تتقاذفها الأمواج لقياس صلابتها وقوة الطبيعة..
من خلال الواقع المعاش و المتسرب نحونا عبر مواقع التواصل الاجتماعي"محررة الاعلام" من رسمي الى شخصي نرى حجم هزالة الوطن داخليا و قوة الضغط الآتية من الخارج لنستنتج أن الوطن طنجرة مضغوطة قد تنفجر في أي حين لا قدر الله و هذا ما لا يمكن تجنبه الا عبر وعي عقلاني يعتمد على الانسانية قبل الالية..
الولايات المتحدة الامريكية بدورها تتجه نحو الانهيار بفعل تفعيل "حرب العرق" داخلها بين السود والبيض  و بريطانيا "موطن "فرسان الهيكل" الاصلي بعد هجرتهم منها بعيد اكتشاف امريكا تعتذر عن أخطائها التاريخية لكسب ود المواطن"العالمي"  تنسحب من الاتحاد الاوروبي الذي ستليه عدة انسحابات"انهيار" لترك العالم يتخبط في ويلات الحروب و المجاعات للتقليل من البشرية مادام " النظام العالمي الجديد" فر بثروته المناهزة ل 80٪ من ثروة الأرض و ترك المتبقي منها لعالم "الفقر والبؤس" للتطاحن من أجل الظفر بها مع تزويده بالاسلحة الفتاكة ووضع "الخبث العلمي" في خدمته عبر الحروب البيولوجية و التحكم في الأمطار"الفلاحة البريئة"  و الظواهر الطبيعية " زلازل،براكين،فياضانات،عواصف مدمرة..." لاخلاء الأوطان وبالتالي إخلاء الأرض لتصبح نظرية" توماس هوبز" غير المثبتة تاريخيا هي محصلة الواقع بعد أن حاولت الانسانية نسجها في مخيلتها ليسهل تقبلها..
هذا الصراع الذي يقابله الجهل"محركه الرئيسي" سيشتد كلما قابله جهل أشد،لهذا تظهر ضرورة"حتمية المعرفة" لتجنبه و مواجهته بالفكر للحفاظ على عدم تحويل الأرض لرغبة يحاول الشيطان إثباتها"سفك الدماء في الأرض والخراب"بعد رفضه السجود لهذا المخلوق الغريب و عقله المميز عن الحيوان....."الصراع غير المدرك بالحواس"
لنعود نحو ما يقع تحت إدراك الحواس ونعود نحو هذا الوطن فإن الأزمة المغربية و حالة الاستقرار المؤقت رهينة بنوع من التضامن بيننا كبشر بعيدا عن كل انتماء تفييئي تفتيتي،و هذا التضامن بعدما اعتاد المواطن البسيط نوع العمودية في الإصلاح مازال ينتظر إسقاطه ب"الباراشيت" وهنا مكمن الخلل إذ أن ما فوق يحارب ما فوق و نحن في الأسفل يجب أن نحارب الجهل"فيروس الشعوب" لننعم ببعض القوة و المرور عبر عنق الزجاجة هذا بسلام،يجب علينا أن نتقوى ببعضنا البعض و نتجنب القلاقل المحزبة و المغلوبة على أمرها بفعل الديون الخارجية و التقارير الملغومة،يجب أن نقوي جبهتنا الداخلية للوطن بعيدا عن وضع حدوده الجغرافية والدينية والعرقية معاييرا،يجب أن نتحلى بنوع من الرقي أخلاقيا و قيميا و تفعيل الوازع الانساني عبر الحب و الخير وليس التصادم لأجل التصادم والشر..يجب أن نعود نحو ذواتنا المتسامحة و ننتهج بسياسة بعض الدول الناجية " كاليابان"،يجب أن نترفع عن سلوكياتنا المنحطة ونبدلها بما يخدم هذا الجنس و الحفاظ عليه،يجب أن ينعم البسيط بموطن مطمئن،لا يسوده ظلم الأجهزة و لا ظلم ذوي القربى،أن يحس بقيمته الفردية داخل الجماعة و دوره الأساسي في تكوينها،فما الدولة إلا مؤسسات، وما المؤسسات إلا أفراد يتضامنون فيما يينهم لتحقيق غاية مشتركة،و الذوات السلبية والنفعية خطر يتهدد الاستقرار،إذ إن استمرت في مكرها لن تواجه غير نقطة الصفر مهما بلغت فلا هي قادرة على مسايرة نظام عالمي جديد متمكن و قوي و متحكم بمفردها ولا هي قادرة على تغيير العالم بثروتها المستنزفة،بل ستصنع التغيير بنبلها و تحليها بحب الخير و تقاسمها لنعم الوطن فيما بينها لتتكاثف الجهود و تكون مرساة لسفينة الوطن على شاطئ الاستقرار..

...
العتوبي عبد الاله

شارك :

التسميات:

لا تعليقات في " نريد وطنا ليس الا... "

  • لمشاهدة الإبتسامات اضغط على مشاهدة الإبتسامات
  • لإضافة كود معين ضع الكود بين الوسمين [pre]code here[/pre]
  • لإضافة صورة ضع الرابط بين الوسمين [img]IMAGE-URL-HERE[/img]
  • لإضافة فيديو يوتيوب فقط قم بلصق رابط الفيديو مثل http://www.youtube.com/watch?v=0x_gnfpL3RM