حفيد المرحوم ذ/كب احمد : من "عيش سفاري" الى مهندس بجامعة البولؤتكنيك محمد السادس
عيييش سفاري عيييييش سفاري .. هل تذكرون أغنية هذا البرنامج الذي كان حلم كل المغاربة والعرب. وقصد عيش هذه التجربة بشكل رمزي، قررنا البحث عن هذا المغربي المحظوظ أنذاك والذي حالفه الحظ لتمثيل المغرب في برنامج من ذلك الحجم.
بعد بحث طويل وانتظار، وجدنا المشارك في الدورة 3 محمد أمين المجدولي، الذي خلق الحدث أنذاك سنة 2007 بشخصيته القوية وروحه القتالية بالإضافة إلى أنه كان الفائز مع فريقه، أمين أجاب على أسئلتنا وشاركنا قصته وكانت هذه هي النتيجة.
1. قدم لنا نفسك
أنا محمد أمين المجدولي، طالب مهندس بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات بمدينة بن جرير، مهووس لعبة الشطرنج والقراءة وأفضل قضاء معظم وقتي مع أهلي وأصدقائي، أحب روح المغامرة والسفر واكتشاف ثقافات أخرى وعادات جديدة، الشيء الذي يساعد على تنمية الروح والشخصية. إكتشاف ثقافة جديدة بالنسبة لي هو بمثابة أخذ نفس جديد في الحياة.
2. كيف خطرت ببالك فكرة المشاركة في مغامرة عيش سفاري؟
أذكر كيف حصلت القصة بالتفصيل .. ككل طفل مغربي أنذاك، كنت أشاهد برنامج “عيش سفاري” بحرقة وتفاعل كبيرين منذ الدورة الأولى من البرنامج الذي بدأ من إفريقيا. أذكر كيف أنني كنت أساند الفريق الذي كان يضم المتنافس المغربي رغم ضعفه إلى أن خسر، أذكر أيضاً أنني بكيت حزناً لما وقع. إنتظرت إلى غاية السنة الثانية والموسم الثاني لكي أشارك بحكم أنني بلغت السن القانوني للمشاركة والذي كان 11 سنة و12 سنة، شاركت ولم يتم قبولي وحزنت كثيراً رغم أنني احتفظت بقليل من الأمل في المشاركة بالنسخة القادمة والتي كانت تمثل فرصتي الأخيرة. لذلك ضاعفت عدد الرسائل التي أرسلتها بمساعدة أخي حكيم لمضاعفة حظوظي في القبول، إلى أن تم قبولي في مرحلة تجارب الآداء مع عشرات المشاركين. هذه المرحلة تميزت بتعدد الإختبارات النفسية وقوة الشخصية، لأن فريق البرنامج كان يبحث عن أطفال يتميزون بكاريزما تجعلهم يستطيعون اتخاد القرارات، ثم بعد ذلك تم اختياري بين كل الأطفال الحاضرين لكي أمثل المغرب.
3. هل تقبل والديك فكرة مشاركتك في هذا البرنامج بسهولة أم رفضوا الأمر في البداية؟
كانت الأمور على ما يرام في البداية « في مرحلة الكاستينغ ». كانت والدتي على علم بما يجري، بل حتى أنها هي التي رافقتني إلى الفندق بمدينة الدار البيضاء. لكن سرعان ما أحست بالخوف وأبت أن ترسلني بعدما تم الإعلان عن الفائزين خصوصاً وأن أطوار المسابقة كان في أستراليا. ورغم أنني تسلحت بكل الأجوبة الممكنة، لم تقبل قبل أن يتدخل أخي من جديد لإقناعها بأنها فرصة قيمة لن تعاد مرة أخرى، وأقنعها أن هذه التجربة ستساعدني في تطوير ذاتي وأنها لن تكون من نصيب الكثيرين، ثم دخلت خالتي أيضاً على الخط لتقنعها حتى وافقت وبصعوبة كبيرة.
4. هل تعلم أن كل الأطفال المغاربة قد سبق وأن حاولوا المشاركة دون جدوى، كيف تجد هذا الأمر؟
شخصياً ومع صغري سني، لم أكن أعي أن هناك من يفكر في نفس الشيء وبنفس الطريقة في مكان آخر. لكن ومع مرور السنين، أحسست بحجم البرنامج الذي كنت مشاركاً فيه خاصة عندما يخبرني أحدهم الآن أنه شجعني كثيراً.
5. إحكي لنا كيف عشت هذه التجربة؟
بما أنه من المستحيل أن تتوجه من المغرب صوب أستراليا، قرر المسؤولون عن البرنامج تقسيم الرحلة إلى عدة محطات، بداية بالإمارات حيث التقيت مع المشاركين الآخرين وقضينا أسبوعاً في دبي في أحد الفنادق لكي نتعرف على بعضنا البعض ولكي نكتشف واحدة من أهم الدول العربية، بعد ذلك توجهنا إلى قطر، ثم إلى اليابان، بعدها إلى هونغ كونغ لكي تتجه الى كامبرا الأسترالية وصولاً إلى جزيرة ليندمان حيث تقام مسابقة “عيش سفاري” التي دامت شهرين ونصف.
كان يلزمني الوقت لكي أتعود على الأجواء والناس المحيطين بي. لحسن الحظ لم يكن لدي مشكل التواصل كما يظهر في الفيديوهات التي أتكلم بها حيث عرفت بلكنتي السورية نوعاً ما نتيجة تعدد المسلسلات السورية التي كنت أشاهدها رفقة والدتي، والسبب هو أن الجميع لا يفهم الدارجة المغربية كما نفهم نحن كل اللهجات.
ما يجهله عدد كبير من المشاهدين أن البرنامج لا يوجد فيه المقدم حسن والشجعان فقط، بل إنه فريق ضخم يتكون من تقنيين ومدربين يرافقون المشاركين ويتكلمون معهم عن كل كبيرة وصغيرة، فهم من ساعدونا على كيفية التكلم دون خوف أمام الكاميرا وغيرها من الأشياء.
6. هل كل ما رأيناه على شاشة التلفزيون حقيقة؟ أم هناك أشياء مفبركة؟
كل شيء حقيقي بمفهوم الخسارة والفوز، وأكبر دليل على ما أقول هو أن فريقنا قد خسر دورتين متتابعتين ولو خسرنا الدورة التي تليها لتوقف البرنامج، ومع ذلك لم يتدخل فريق العمل لفبركة الأحداث ولحسن الحظ توفق فريقنا لكي يفوز بكل شيء.
وبالنسبة للمبيت في المخيمات، لقد كنّا نبيت فيها أحياناً، وأحياناً أخرى في الفندق خصوصاً مع صغر سننا الذي لا يتحمل المكوث في المخيمات لوقت طويل جداً.
7. كيف عشت النجومية وأنت طفل صغير؟
صراحة، لم أحس قط بالنجومية، مع العلم أنني كنت شخصاً مختلفاً بالنسبة أصدقائي وأولاد الحي، أو في المدرسة عندما كانت تشير أصابع التلاميذ نحوي للأنني سبق وأن شاركت في “عيش سفاري”.
لم تتغير كيفية معاملتي مع الناس، وظل أصدقائي نفسهم، التغيير الوحيد كان على مستوى العائلة التي قدرت الروح القتالية التي اتسمت بها وكذلك لأنني رفعت راية المغرب عالياً.
8. هل مازلت على اتصال بأحد الشجعان الذين شاركوا معك في تجربة عيش سفاري؟
ليس مع أحد الشجعان، بل كلنا على اتصال ولدينا مجموعة على الإنستغرام خاصتنا ونتواصل باستمرار ونعرف كل المستجدات. ما يميز هذة المجموعة هو عندما يقرر أحدهم السفر لبلد ما، يخبر الآخرين بذلك لكي يستطيع الجميع المشاركة إن أمكنهم ذلك. للأسف لم يسبق لأحد أن زار المغرب، لكن باب بيتي مفتوح في وجههم في أي وقت.
لا تضم هذه المجموعة المتسابقين فقط، بل إنها تضم المدربين والأشخاص الذين قاموا على نجاح هذا البرنامج.
9. ما هو أسوء شيء حصل معك خلال الرحلة؟
أذكر جيداً أنه في أحد المسابقات حيث كنّا نتسابق لكي نخطف راية الفريق المنافس والذي يحاول رمي الكرات تجاهك ويربح نقطتين وإن استطعت الهرب تحصل أنت على نقطتين، وبينما كان فريقنا خاسراً بفارق 3 نقط أخذت المبادرة ونجحت في المساهمة في التعادل. بعد ذلك تجادلت أنا وزميل لي في الفريق (أمير سلام من العراق) على من سيضرب الكرة، ووافقه أعضاء الفريق الرأي بدافع روح الفريق، وأنا كنت أتحجج بدافع آخر هو الفوز لأنه أهم شيء وفي الأخير لم ينجح وأتذكر أنني قمت بمعاتبته أمام الكاميرا.
10. ماهي الأشياء التي تعلمتها من تجربة عيش سفاري؟
لن أكذب وأخبرك أن هذه التجربة طورت الجانب القيادي أو شيء من هذا القبيل لأن هذا الجانب يملكه كل شخص، لكن هذه التجربة جعلت صفات القائد أكثر نضجاً من ذي قبل، كيف تغامر كيف وتواجه المصاعب وأن تتحمل المسؤولية .. وحالياً في العديد من المناسبات لا زالت التجربة حاضرة بشكل كبير في حياتي اليومية، وكثيرة هي المرات التي نلعب فيها مسابقات من ذلك النوع.
11. حدثنا عن موقف طريف حدث لك أثناء تلك التجربة؟
كانت أثناء مسابقة في السباحة تسمى بتحدي القائد، وكان هذا القائد خسر بعد أن تحدته فتاة جاء دوري لكي أنافسها.
شخصياً تعلمت السباحة بشكل احترافي في “عيش سفاري”، لسوء حظي فإن هذه الفتاة تنتمي إلى أحد نوادي السباحة في بلدها، لدرجة أنني أسبح باكياً لأنني أعلم أنني سأخسر دون شك وبالفعل ذلك ما حصل، وإلى يومنا هذا فإن جميع أصدقائي في الحي يسخرون مني.
مراسلة : عبد الخالق
لا تعليقات في " حفيد المرحوم ذ/كب احمد : من "عيش سفاري" الى مهندس بجامعة البولؤتكنيك محمد السادس "