شريط الاخبار

قائمة

اضاءات حول الخطاب الديني




مُصطلحُ الخِطابِ الدِّينيِّ ، عامٌّ ، يُحَمَّلُ مفاهيمَ كثيرة ، وذلك حسبَ المنظارِ الفِكريِّ الذي يُنْظَرُ من خِلالِهِ إلى الدين وبصورةٍ
 أدق حسبَ مفهومِنا للدين
فَكُلٌّ يُعايرُ الخِطابَ الدينيَّ في مِعيارِ ما يعتبرُهُ حقّاً ، ويُصَنِّفُهُ حسبَ اعتقادِهِ لِحدودِ ساحةِ المُقَدَّس ، وَيُقَيِّمُهُ حسبَ إدراكِهِ لأحكامِ المُقَدَّس

فالخِطابُ الدِّينيُّ ذاتُه يُرى بأشكالٍ مُختلفة ، ومتناقضة ، وذلك حسبَ المفاهيمِ المُختلفةِ والأفكارِ المتباينة .. وهذا يدفعُنا إلى التمييزِ بين خطابٍ دينيٍّ يستمدُّ فِكرَهُ وثقافتَهُ من كِتابِ اللهِ تعالى ، كونَ كتابِ اللهِ تعالى حامِلاً للمنهج .. يقولُ تعالى : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) ، وبين أيِّ خِطابٍ محسوبٍ على الدين ، يستمدُّ فِكرَهُ وثقافتَهُ مِمّا يُحسَبُ ويُصَنَّفُ جهلاً داخلَ حدودِ الدين ، وَيُقَدَّم على أنَّهُ خِطابٌ ديني ( 1 ) – النقطةُ الأولى التي نقفُ عندها تكمنُ في كَوْنِ الخِطابِ الدينيِّ الحقِّ يدعو إلى ثقافةِ المحبّةِ والبرِّ والإحسانِ بين جميعِ أبناءِ المُجتمع ، مهما اختلفت انتماءاتُهم الدينيّةُ والمذهبيّةُ والطائفيّة .. يقولُ تعالى : ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ( الممتحنة : 8 – 9 ) .. فاللهُ تعالى يدعو إلى التعاملِ مع الآخر بالقسطِ والإحسان ، ما لم يُقاتلْنا ويخرجنْا من ديارِنا ، وبالتالي فوحدةُ أبناءِ المجتمع داخلَ إطارِ التفاعلِ الإنسانيِّ النبيل ، مَطلَبٌ قُرآنيٌّ ، مهما تباينتْ الانتماءاتُ الدينيّةُ والمذهبيّةُ والطائفيّةُ بين أبناءِ هذا المجتمع .. .. هذا هو الخِطابُ الدينيُّ الحقُّ المُستمدُّ من كِتابِ اللهِ تعالى ، فيما يخصُّ هذه النقطة .. بينما نرى بعضَ أوجُهِ الخِطابِ المحسوبِ على الدين ، تُقَدِّمُ نصوصاً مُلفقّةً على لسانِ الرسولِ ، تدعو إلى ثقافةِ الكُرْهِ والاقتتالِ بين أبناءِ المُجتمع الواحد .. من ذلك ، الزَعْمُ بِصحّةِ الحديثُ التالي وبِنسبِهِ إلى الرسول .. صحيح مسلم رقم : ( 4030 ) ، حسب ترقيم العالميّة : [[ حَدَّثَنَا ....... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ ....... ]] .. .. كم هُوَ الفارِقُ بين دلالاتِ هذه الروايةِ المُلَفَّقةِ على لِسانِ الرسولِ ، وبين دلالاتِ الآيتين الكريمتين اللتين تدعوان إلى نشرِ ثقافةِ المحبّة والبرّ والإحسان بين أبناءِ المُجتمع

شارك :

لا تعليقات في " اضاءات حول الخطاب الديني "

  • لمشاهدة الإبتسامات اضغط على مشاهدة الإبتسامات
  • لإضافة كود معين ضع الكود بين الوسمين [pre]code here[/pre]
  • لإضافة صورة ضع الرابط بين الوسمين [img]IMAGE-URL-HERE[/img]
  • لإضافة فيديو يوتيوب فقط قم بلصق رابط الفيديو مثل http://www.youtube.com/watch?v=0x_gnfpL3RM