صفقة استيراد النفايات : الضجة النافعة و بداية تشكيل الوعي الاخضر .
فجاة تغير كل شئ و انقلبت الصورة باكثر من 180 درجة ؟؟؟
ايطاليا بعد ان كانت بلاد الحل والنعيم اصبحت مصدر الشر البيئي و انها بلاد المافيا التي تريد تحويل المغرب الى مطرح نفايات ؟؟
الفضاء الازرق و شبكات التواصل تحول الى كومة ازبال بسبب موجة من الاحتحاج على استيراد حوالي 2500طن من النفايات المطاطية و البلاستيكية من الجنوب الايطالي .
الكم الرهيب و الغضب الازرق يعكس نوعا التفاعل الاجتماعي حول موضوع عمومي يستحق الاهتمام فالتفاعل يتيح لنا مساحة من التفكير حول الموضوع حيت احتجاج ازرق انتج كما اسودا من التعليقات وصلت الى حد تشبيه المغرب بسلة ازبال ؟؟؟
اولا :الضجة كخطاب غير عقلاني
سبق للمفكر الالماني يورغن هابرماس ان اعتبر ان الديموقراطية تتحدد عبر عقلنة الفضاء العمومي و انفتاحه و تحويل كافة القضايا العامة الى قضايا حوارية عبر حوار عقلاني راشد يبتعد و يعادي كل اشكال اللاعقل و كافة الانفعالات و التمثلات الغير الدقيقة .
من وحي الحدث الضجة يعكس ان الخطاب الافتراضي هو خطاب متشنج و منفعل لم يتاسس على معطيات دقيقة و انما على ترويج تمثلاث شعبية تميل الى صناعة الكثير من الضجيج , ان اغلب التفاعلات الافتراضية لم تتاسس على معطيات علمية دقيقة
فبالرجوع الى تصريحات الوزراة النتدبة و الى تصريحات المختصيين والى الالتفاقيات التي صادق عليها المغرب في المجال البيئي يمكن اثارة المعطيات الاتية :
ان الضجة حول استيراد النفايات المطاطية استند الى ثلاث اسس :
الاساس الاول : تدبير النفايات و التخلص منها
المعروف ان المغرب يتوفر على مجموعة قوانيين تسمح بتدبير النفايات والتخلص منها من اجل توفير الطاقة البديلة الخاصة بالانشطة الصناعية وفق المنصوزص عليع في القانو 23/12 المتمم والمغير للقانون 00/ 28 .
الاساس الثاني : اتفاقية بازل الصادرة عن للامم المتحدة
هي اتفاقية تخص التحكم في نقل النفايات الخطرة عبر الحدود والتخلص منها، وجدت من اجل الحد من تحركات النفايات الخطرة بين الدول، وعلى وجه التحديد لمنع نقل النفايات الخطرة من البلدان المتقدمة إلى البلدان الأقل نموا.تم التصديق على هذه الاتفاقية في 22 مارس عام 1989 وقد جاءت الاتفاقية كرد فعل للإنتاج العالمي السنوي لمئات الملايين من أطنان النفايات الخطرة على صحة الإنسان والبيئة والحاجة الماسة للتدابير الدولية اللازمة للتعامل مع نقل هذه النفايات عبر الحدود ولضمان إدارتها والتخلص منها بطريقة سليمة بيئياً.
بالرجوع الى طبيعة الصفقة يتبين ان مكوناتها بحسب تصريح الجهات المعنية لا يشمل على مواد خطرة و ان كانت بعض الاصوات المدافعة عن البيئة اعترضت على الصفقة بضرورة توفر شروط حرق هذه النفايات في مضانع الاسمنت من اجل توليد الطاقة البديلة .
كمات ان الصفقة بحسب تصريح المهندس المكلف بعمليات التحويل بمصنع الاسمنت صاحب الصفقة ان يدخل في اطار مواكبة المستجدات في مجال التكنولوجيا عبر البحث عن مصادر بديلة للطاقة , و العمل على تدوير النفايات ومما يتيح تمرين بيئي مهم في حالة نجاحه يوفر للمغرب فرضة للاستثمار الاخضر عبر اتاحة الفرضة للتخلص من كافة النفايات و المطارح العمومية والتي تشكل عبئا و تحديا بيئيا حقيقيا امام السياسات العمومية والمحلية .
الاساس الثالث : اتفاقية شراكة بين الوزارة و مهنيي قطاع الاسمنت
كما هو معلوم فالصفقة تمت لصالح معامل الاسمنت بالدار البيضاء من اجل توفير طاقة للمصنع و هو تنفيذ لاتفاقية شراكة بين الوزراة المنتدبة و مهنيي القطاع من اجل البحث عن بدائل للطاقة و تخيفض كلفة الانتاج و العمل على التحرر من كافة الازبال المحلية .
رغم ان الخبراء و ذوي الاختصاص يأكدون على قانونية و ملائمة الصفققة للانظمة التشريعية الدولية والمحلية و كذا تصريحات المسؤولين , فان رواد شبكات التواصل لا يثقون في خطاب المسؤولين وهو ما يعكس حالة من الجفاء الناتج عن سياسة اللاحوار مما يفرض ضرورة التفكير في خلق اواصر التواصل بين المسؤول والمواطن مما يقو ي الثقة و التفاعل الايجابي حول قضايا مشتركة كقضايا عامة .
رغم ان الضجة المحدثة حول استيراد 2500 طم من الازبال القابلة للتدوير و الحرق لانتاج طاقة بديلة لم تكن مؤسسة على منطق علمي و لا على معطيات دقيقة فانها و مع ذلك تشكل مؤشرا ايجابيا على صحة الوعي الجماعي و يقظته و قدرته على التاثير و النقاش و الدفاع عن ما يهمه كمشترك .
الضجة تؤكد ان الراي العام المغربي اصبح منشغلا بالبعد البيئي كحق دستوري وهو مؤشر ايجابي يعكس اننا نسير في الاتجاه الصحيح من اجل بلورة ثقافة خضراء تجعل من المساس بالبئية خطا احمر, و هو الامر الذي نجحت فيه الوزيرة المنتدبة بامتياز ؟
الخطر الحقيقي ياتي دائما من الشرق , و ليس من الغرب فحبوب الهلوسة و دعم مرتزقة لسرقة جزء من وطننا هو الخطر الحقيقي ؟؟؟
العياش الفرفار
لا تعليقات في " صفقة استيراد النفايات : الضجة النافعة و بداية تشكيل الوعي الاخضر . "