شريط الاخبار

قائمة

ملف المدار الايكولوجي: ا لتاريخ يعيد نفسه بالرحامنة , فهل من ثقافة ايكولوجية بشرية ?

تقديم عام     :
   شكل الانسان على مر التاريخ قطب الرحى وعصب كل المقاربات التاريخية والاجتماعية و البيئية مما يجعل
يجعل خليفة الله في الارض  في قلب اي تنمية  وفي صلب اي تفكير او تخطيط استراتيجي .
فهل ياترى  تم استحضار الفرد في بعده الشمولي ?
وهل هناك من ثقافة ايكولوجية بشرية تعمل على تثبيت اقدام الانسان في ارضه دون تهجيره  ?

  هذاغيض من فيض ومجموعة من الاسئلة سنحاول التصدي لها عبر التحقيق التالي :
 الهجرة القروية , خيار ام اضطرار?


في حقبة من تاريخ الرحامنة تمت مصادرة الأراضي من طرف المخزن, اعتقل من اعتقل ورحل من رحل إلى القبائل الأخرى,أصبحت حينها الرحامنة منطقة منكوبة حيث الفقر والجوع هو سمة أهلها آنذاك.                                                       
منذ ذلك الحين والمنطقة مهمشة إلى حدود 2008 مع حلول المشروع التنموي الذي شهدته الرحامنة عبر توقيع مجموعة من الاتفاقيات التي همت بالخصوص تأهيل المجال الحضري والقروي للسكان.توافدت المشاريع العملاقة وعثر المستثمرون على الكنز الدفين من أرض كانت بالأمس منسية.كل ذلك أعطى جرعة معنوية للمنطقة ولساكنتها,لم يعد أحد يتبرأ من الانتساب بعدما أصبحت الرحامنة قطبا اقتصاديا وطنيا وحتى دوليا.                                                                                                                         
لكن كل ذلك لم يمنع التاريخ من أن يعيد نفسه,ولو بآليات جديدة توظف ما هو مادي واقتصادي بدل ما هو سياسي/مخزني.تهافت المستثمرين على أرض الرحامنة جعل بعضهم يستخدم طرق المكر والحيلة التي أدت إلى مصادرة أراضي كانت إلى عهد قريب في ملكية فلاحين,هذا بالإضافة إلى الفقر الذي جعل كل قروي رحماني يستسلم لسلطان المادة عبر إغداق الأموال عليه من أجل التخلي عن أرضه مصدر رزقه وتربة أجداده ليجد نفسه في الأخير بدون هوية رحمانية ما دام لم يعد له أرض تربطه بالمنطقة.الحل الوحيد الرحيل في اتجاه ابن جرير,أو الهجرة عن الرحامنة في اتجاه جهة أخرى تستفيد من أمواله.نفس الشيء عندما صادر الفوسفاط الأراضي  بثمن زهيد تشتت السكان كل في اتجاه ليس هربا من المخزن في القرن 19 ولكن من جشع الاستثمار الذي لم يضع ساكنة المنطقة في أولوياته,والتي تلقت صفعة لم تقوى على مجابهتها لا ماديا ولا معنويا"اليد قصيرة والعين بصيرة"وذلك بارتفاع العقار الذي جعل كل رحماني بين مطرقة المستثمرين والمؤسسات المصادرة.ربما يتساءل البعض بأن ارتفاع الثمن في صالح السكان,الأمر من الوجهة المنطقية يبدو صحيحا,ولكن على صعيد التنمية البشرية يبدو كارتيا,ما دام كل شاب أو فلاح رحماني بالمدينة أو القرية لم يعد يقوى على توفير بقعة أرضية لعش الزوجية,أو توفير أرض من أجل الفلاحة تساهم في استقراره بالدوار.الماء والكهرباء ربما ساهم في تحديد النسل عندما أصبح الفلاح يجلس ساهرا أمام التلفاز أكثر من مجالسة زوجته كما كان في السابق,كل ذلك لن يقوي الفلاح على الارتباط بالمنطقة أكثر من أرضه.                                                                                                             مقالع الرمال , نقمة ام نعمة?



زد على مصادرة الأراضي وما يرافقها من هجرة ,مقالع الرمال التي أسالت لعاب المقاولين الكبار من أجل الاستثمار,تلك المقاولات المجهولة التي لم نتوصل إن كانت تشتغل وفق القانون أم وفق نفس هيمنة المخزن في القرن 19.هذه المقالع التي أتت على اليابس والأخضر بالزحف على الأراضي التي كان يعتاش منها أهلها,حيث اجتثث زراعة العنب بسبت البريكيين والحشاشدة بسبب التوسع المفرط للمقالع التي لا تولي أهمية للفلاح بقدر ما يهمهم من خيرات أرضه  التي سلمها عن طواعية أومكرها ما دام تشبته لن يؤتي أكله عندما يموت عنبه,هذا إضافة عما يصيب سد أهل الفيم من تلوث سببه المقالع القريبة التي تقوم بغسل الرمال والتي يهبط مائها المحمل بكل شيء ليصب في السد المذكور مباشرة.  
   هل من ثقافة ايكولوجية بشرية  ?             




إنه تدمير مباشر للمجال الأيكولوجي الذي لطالما ناد به المشروع التنموي بالرحامنة,والذي يتجه في جعل الرحامنة نموذج إيكولوجي بامتياز,لكن ما ذكرناه يوحي بصورة عكسية لما يروج له ما دام أصحاب المقالع يساهمون في تدمير البيئة على مرأى من المسؤولين بالمنطقة الذي لم يذخروا جهدا في تنفيذ ال12 اتفاقية الموقعة في2008 ومن ضمنها تنمية العالم القروي والمحافظة على المجال الايكولجي.                                              
ماذا يبقى للفلاح القروي أمام همجية  أصحاب المقالع إما بيع أرضه مجبرا أو بحصره في الزاوية الضيقة إن هو رفض العرض المقدم إليه,ليستسلم في الأخير للأمر الواقع حينما يرى أرضه تموت يوما بعد يوما.بعد ذلك لم يتبقى له خيار سوى الهجرة الداخلية من القرية إلى المدينة مما يجعل من مركز ابن جرير محطة استقطاب ونحن نعرف انعكاسات ذلك على المعمار والأمن إلى غير ذلك من المشاكل التي ستعاني منها المدينة لا محالة,أو الهجرة الخارجية خارج المنطقة ليلتحق بجهات أخرى وهنا نكون قد ضيعنا تاريخ/أرض/ورحماني.                                   
عند ذلك نكون قد ضربنا عرض الحائط  المشاريع التنموية التي أشرف صاحب الجلالة محمد السادس  على اطلاقها ومتابعة تقدم انجازها في 2010بإقليم الرحامنة والعناية الخاصة التي يوليها للنهوض بالعالم القروي باعتباره محطة أساسية نحو بلوغ التنمية المستدامة,وكذلك تثمين المنتوج الفلاحي وتحسين ظروف العيش بالوسط القروي بهدف ضمان تنمية متوازنة للعالم القروي عبر توسيع مساحات الزراعة ذات القيمة المضافة بتكلفة خمسون مليون درهم بكل من الجماعتين القروتين البريكيين وأولاد عامر تزمارين,إلا أن ما تم تناوله في هذا المقال التحليلي يوحي بغير ما تم برمجته من تنمية محلية,ما دام مواطنوا الرحامنة كعنصر أساسي من مكونات التنمية البشرية يبقى خارج ركب التنمية إن على صعيد القرية أو المدينة.ومن تم عودة إلى الماضي الهجرة والرحيل والفقر والتهجير لا لسبب سياسي أمني ,ولكن لغزو استثماري جارف عصف بالسكان الأصليين للرحامنة إلى خارج المنطقة.      
على سبيل الختم :
ان اي مقاربة لاتستحضر الانسان في بعده التاريخي والحضاري تبقى مقاربة معاقة كما ان اي تنمية لاتراعي الثقافة الايكولوجية في شقها البشري تبقى تنمية معيقة .


                                                          
محمد الجويري                                                        
خالد كب                                                               

شارك :

لا تعليقات في " ملف المدار الايكولوجي: ا لتاريخ يعيد نفسه بالرحامنة , فهل من ثقافة ايكولوجية بشرية ? "

  • لمشاهدة الإبتسامات اضغط على مشاهدة الإبتسامات
  • لإضافة كود معين ضع الكود بين الوسمين [pre]code here[/pre]
  • لإضافة صورة ضع الرابط بين الوسمين [img]IMAGE-URL-HERE[/img]
  • لإضافة فيديو يوتيوب فقط قم بلصق رابط الفيديو مثل http://www.youtube.com/watch?v=0x_gnfpL3RM