شريط الاخبار

قائمة

في إطار إغناء النقاش حول المشروع التنموي لمجال الرحامنة.



 في إطار إغناء النقاش حول المشروع التنموي لمجال الرحامنة، اسمحوا لي أخي الفاضل أن أساهم ببعض الملاحظات:
1.     من الواجب أن أشكركم جزيل الشكر على ما تبدلونه من مجهودات على موقعكم لتنوير القارئ حول ما يجري ويدور، وأقدر فيكم روح المسؤولية والانخراط من زاوية مؤسسة السلطة الرابعة التي نعتبرها شريكا أساسيا، لا مناص منه، في مواكبة وتتبع وتصحيح مسار هذا المشروع، وخاصة حينما يكون القصد شريفا والقلب مفعما بحب الخير لجميع ساكنة الرحامنة...
2.     لاحظت ان العديد من الدراسات التي تناولت الرحامنة أنثربولوجيا وسوسيولوجيا ربطت تاريخهم بحركات التمرد, او بعلاقتهم مع المخزن او بالظاهرة القيادية في عهد الاستعمار, وأنا لا ألوم هؤلاء لان المنهجية العلمية للبحث تتطلب منهم الاعتماد على مرجعيات قد لا تتجاوز المخطوطات المتوفرة او ما تطرقت له كتب التاريخ , بشكل عابر غير معمق, او بعض الأبحاث الميدانية الناجمة عن معايشة أهل الرحامنة لبعض الباحثين في مجالاتهم ) أمثال بول باسكون وغيره ... ( وهنا لا أريد أن أتمرد كرحماني على أناس أقدر فيهم مجهودهم الكبير لما بدلوه في سبيل إثراء للبحث العلمي لتاريخ الرحامنة وظروف ومسار حياتهم ،ولكن أريد فقط أن أثير الانتباه الى أن جل الابحاث بقيت مبثوره وناقصة. ولم تف بالغرض منها في قول كل الحقيقة وإنصاف قبيلة بأكملها....
لهذا فالباب لازال مفتوحا على مصراعيه لإعادة قراءة هذا التاريخ، وقراءة ما بين السطور وما ورائها، والعمل على تحطيم تلك الاصنام والتمثلات التي حاول الكثيرون عن قصد أو غير قصد أن يلصقوها بالرحامنة (المساخيط – عشرة في عقيل – سخونية الرأس – التمرد – التخلف.... (وللأسف الشديد وجد هذا طريقه حتى لبعض أبناء الرحامنة فتنكروا لانتمائهم, وتبرأوا من فصلهم وأصلهم, وما إثارة فتنة الحرف EA حاليا إلا من هذا القبيل ...
المصالحة أخي الفاضل، تبدأ من هنا، تبدأ من المكاشفة والمصارحة وقول الحقيقة كما هي، بعيوننا نحن أهل المجال، والانصاف يبدأ بتحطيم تلك الاصنام والتمثلات بقراءة واقعية للتاريخ، لحركات التمرد أسبابها ومسبباتها، لسيسيولوجيا الانسان المقهور... لفترة الاستعمار وتكالب قوى الشر، لنهب خيرات البلاد والقضاء على مقوماته وثوابته. والرحامنة كما هو الشأن بباقي مناطق المغرب، لم تشكل استثناء... بل كانت أيضا هدفا سائغا لأذناب الاستعمار وعملائه ليعيثوا في الأرض فسادا، ويستأثروا بأرزاق البلاد والعباد...
ولنساهم حتى ينجلي الغبار بوضع الأسئلة التالية:
·        من حرم الرحامنة من مياه السقي والشرب من سد المسيرة ؟!
·        من ساهم في مصادرة ارض الرحامنة وتحفيظ عقاراتها باسمه؟
·        من حرم أبناء الرحامنة من ولوج معاهد التربية والتكوين؟
·        من ساعد على تهريب خيرات الرحامنة المستخرجة من تحت الأرض ومن فوقها بدون السماح لاستثمار يضمن لأبنائها حق الشغل والارتباط بالأرض؟
·        من أجهز على مستشفياتها ومدارسها وأجبر جل روادها على الهجرة؟
·        من ساهم في تكريس عزلة دواويرها) الرحامنة لم تعرف النظام الحضري الا في سنة 1992) ...؟
·        من المسؤول عن تفكيك أوصالها وجعلها تابعة إداريا لأقاليم أخرى (الى حدود سنة 2010)؟

         بدون شك اخي الفاضل أي عمل لرد الاعتبار يجب أن يبدأ من تصحيح هذه النظرة والاجابة بكل واقعية وجرأة عن هذه الاسئلة
3.     ومن هنا تأتي الملاحظة الثالثة ومن موقعي كمسؤول وكمتتبع أقول إن المشروع التنموي الذي تعرفه الرحامنة جاء واضعا في حسبانه كل هذه التمثلات السيئة والواقع المزري للمنطقة حسب كل المؤشرات. وجاء ليلبي حاجيات الساكنة المختلفة ولينصف مجال بكامله.... لا أريد هنا الخوض في التفاصيل ولكن أريد فقط دحض بعض المغالطات والتذكير ببعض ما أومن به من خلال انخراطي المتواضع في هذا المشروع ورؤيتي الخاصة.
ü     فكرة رد الاعتبار للمجال والمساهمة في تنميته دخلت الرحامنة في سنة 2007 تحت شعار الكرامة والمواطنة وهنا نأكد ان المشروع في نظرنا يهدف الى تحقيق الكرامة عبر بوابة التشبت بالثوابت الوطنية وإحياء القيم النبيلة التي تزخر بها المنطقة وبروح الاشراك  لجميع السكان وفي إطار مؤسساتي منظم وبعيدا عن عقلية التبخيس والتنابز والاقصاء والتهميش.
ü     المشروع لم يكن استثناء لمنطقة الرحامنة - كما يحلو للبعض ان يصفه -بل كان في إطار الأهداف الاستراتيجية التي رسمها العهد الجديد والتوجيهات السامية لجلالة الملك لتحقيق التنمية الشاملة في جميع ربوع المملكة ،وحسب الأولويات والحاجة الملحة-كما هو عندنا - في إطار رؤية تستهدف الحفاظ على التوازنات وتنظيم التدخلات ، والاستغلال الأمثل للثروات والامكانيات ، والتوزيع العادل للثروات وتقريب الخدمة من المواطنين في إطار تكافؤ الفرص وترسيخ ثقافة الحق والواجب .
ü     المشروع مبادرة حية وتجربة لها إجابياتها وسلبياتها ،واجتهاد واقعي مبني على أحدث تقنيات التدبير والبناء، تستهدف تنزيل التوجهات الوطنية المشار اليها سابقا ،بعيدا عن الشخصنة وبقيادة مؤسساتية مشتركة وفي إطار خلق تنافسية بناءة بين طاقات المنطقة لإبداع حلول مناسبة ومكيفة ومندمجة للتنمية.
ü     المشروع حرص على العمل التعاقدي الواضح والصريح في تحديد الأدوار بين الافراد والمؤسسات بدون تمييز وكل حسب وزنه وثقله ودرجة مساهمته.وارتباط المشروع هنا بخيارات استراتيجية يوضح دور جلالة الملك في الاشراف على شراكاته وتتبع إنجازاته وقياس درجة وقعه على الساكنة وضمان جميع الالتزامات المؤسساتية في إطار الدستور الجديد والقوانين الجاري بها العمل. لتبقى هنا كلمة (مشاريع ملكية) كلمة حق يراد بها باطل. أريد بهاالحد من المشاركة وترسيخ ثقافة الاتكال واليأس وتكبيل الطاقات وتشجيع اقتصاد الريع.
ü     المشروع إذا بدأ من نظرة إيجابية لجميع سكان الرحامنة بمختلف أطيافهم وتنظيماتهم، جاء ليبني جدار التقه الذاتي ويصالح المواطن مع نفسه ومع مؤسساته، ويعلن أن حياة الكرامة ممكنة مع تحرير الطاقات والعمل المشترك للجميع ،والمفتاح هنا هو الإرادة. وإذا ساكنة الرحامنة أرادت الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر كما جاء على لسان الشاعر.
ü     المشروع فتح المجال أمام الجميع للمشاركة، أفرادا ومؤسسات ولكن بشكل منظم ومسؤول ويقبل الابداع والمساءلة. حتى ان أول الخطوات بدأت بدون لون سياسي في لائحة الكرامة والمواطنة وكانت مناسبة واضحة، لتوقيع أول عقد تاريخي يدشن لحقبة رفع الظلم والحقرة عن ساكنة عانت الكثير. كانت أمانة تقلدها المؤسسون لفتح المجال أمام تنمية شاملة ومندمجة. وكان الغرض من هذا الدخول السياسي هو جعل السياسة في خدمة التنمية وليس العكس. فالسياسة مسؤولة عن تأهيل وتأطير وتوجيه نخبة تكون مؤسساتيا في خدمة المشروع. وكانت البداية مع المؤسسة التشريعية للإشارة الى دورها الكبير في التشريع وبناء قوانين تدلل الصعاب أمام تنزيل المشاريع التنموية وتكييفها وجعلها تساير المتطلبات.
ü     المشروع أيضا كان يهدف الى بناء مجتمع مدني قوي باقتراحاته، واع بدوره في التتبع والتأطير للمواطنين عن قرب وتنظيمهم للاستفادة من أثر ووقع التنمية (نشير هنا الى تأسيس مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة في 2008 كنموذج).
ü     حزب الاصالة والمعاصرة جاء في هذا السياق ليجعل السياسة في خدمة التنمية، عبر فتح المجال أمام النخب التي اقتنعت بفكرته للانخراط والالتزام لتفعيل المؤسسات المنتخبة (جماعات ترابية وغرف مهنية) خدمة للمشروع ،وليس من باب الوصاية ، ولكن من باب المساهمة في خلق تكتلات وتحالفات مع باقي الاطياف السياسية لتنخرط وتساهم بدورها في خلق بدائل تنموية وحلول واقعية وتقاسمها مع باقي الشركاء، في إطار من الديمقراطية التشاركية. ربما الرحامنة تشكل استثناء على هذا المستوى.، بحكم ان الحزب يدبر على مستوى جل الجماعات ويرجع هذا لظروف  موضوعية الكل يعلمها. وهنا أريد أن أوجه تحية تقدير خاصة لجميع المنتخبين والمنتخبات الذين احتضنوا المشروع ويسروا ظروف تنزيله – بمختلف مشاربهم السياسية .ونأمل أن يرقى نقاشنا السياسي إلى مستوى مقارعة البديل بالبديل لتحقيق التنمية.... وان يفتح الصراع الديمقراطي التشاركي أمام نخب جديدة تغذي وتنشط الدورة الدموية للمشروع.
ü     تجربة الاصالة والمعاصرة لازالت فتية ولا زال أمامها تحديات كبرى في التكوين والتأطير، تعتبر جزءا صغيرا من المشروع هدفه التيسير عبر إبداع حلول مناسبة مرتبطة بمرجعية الديمقراطية الاجتماعية المنفتحة، إلى جانب باقي القوى الديمقراطية الوطنية في إطار مغرب التعدد كخيار استراتيجي للمملكة أيضا ...
         من خلال كل هذا نريد أن نقول إن طريق المصالحة ورد الاعتبار للرحامنة أصبح سالكا، وبدأت ملامح المستقبل تلوح في الأفق رغم الاكراهات...
         والرحامنة رمز للكرامة والجود والتضحية ... رمز للمقاومة لا يرضون الظلم والاستكانة يحبون ملكهم وثوابت هذا الوطن كما يحبه سائر المغاربة ،وهذا الحب لا يمكن ان يكون موضوعا للمزايدة ،والرحامنة جزء من هدا الوطن الكبير لا يشكل استثناء، وطن يتسع للجميع ويستوعب الاختلاف ، وفي سبيل هذا البناء فليتنافس المتنافسون....



عبد العاطي بوشريط
يوم 18-03-14

شارك :

التسميات:

لا تعليقات في " في إطار إغناء النقاش حول المشروع التنموي لمجال الرحامنة. "

  • لمشاهدة الإبتسامات اضغط على مشاهدة الإبتسامات
  • لإضافة كود معين ضع الكود بين الوسمين [pre]code here[/pre]
  • لإضافة صورة ضع الرابط بين الوسمين [img]IMAGE-URL-HERE[/img]
  • لإضافة فيديو يوتيوب فقط قم بلصق رابط الفيديو مثل http://www.youtube.com/watch?v=0x_gnfpL3RM