رسالة مفتوحة إلى السيد عبد العالي هيدان عضو المجلس البلدي لمدينة ابن جرير
2) رسالة مفتوحة إلى السيد عبد العالي هيدان عضو المجلس البلدي لمدينة ابن جرير.
تحية أخوية عالية وبعد، تتزاحم الأفكار في ذهني، وتتأرجح بين مواطن الخلاف والتوافق الممزوج بعميق الوفاء لصداقة متينة كان عنوانها وما يزال: نضال مشترك ضد كل أشكال"الفساد"والهيمنة وإقصاء وترهيب الأصوات المشاكسة أيا كانت مرجعيتها. سأحاول وضع كل هذا "جانبا" لأخاطب فيك المسؤول عن بعض شؤون الناس، وإن كان ذلك من موقع المعارضة.
صديقي العزيز،
بالأمس انفضّ جمع الفائزين على وقع التصفيق والزغاريد، الأمر الذي لا أرى فيه إلاّ محاولة استباقية جديدة لإعلاء الصوت المهيمن بنكهة الصدمة والرّجة "الأولى" وبنفس الشكل الذي كانت تواجهنا به مكبرات "المشروع" أمام دار الشباب العجوز . عادت نفس الوجوه ماسكة بنفس الحبل الخانق بعد أن "أرخته" أياما طلبا للأصوات الضامنة لمواقع النفوذ والترقي خارج السلم الاجتماعي هذه المرة ! تبخر صوت "الحكمة" وخرج "فرع الدالة الشلجمي" باكرا ليعلنها بالبنط العريض: "باقية وتتمدد".
فهل انسحابكم من الجلسة هو فعلا حصّة تمهيدية لبرنامج معارضة مؤسسة و مدروسة، أم هو لجوء للسهل من ردود الفعل الجاهزة ؟ سأتساءل وأتساءل، فليكن صدرك رحبا...
فهل انسحابكم من الجلسة هو فعلا حصّة تمهيدية لبرنامج معارضة مؤسسة و مدروسة، أم هو لجوء للسهل من ردود الفعل الجاهزة ؟ سأتساءل وأتساءل، فليكن صدرك رحبا...
صديقي العزيز،
استقام الأمر الآن وتبدّت معالم مهمتك. بداية يجب أن تعلم أنني لا ألبس جبّة الأستاذ أو النّاصح، فأنت أدرى بأولويات تكتيكاتك المرتهنة بارتباطات الهيئة وإملاءات "مشروعكم المجتمعي" وإكراهات "التحالف". كل هذا لا يمنع من تذكيرك بالآتي:
- حزبكم يصرّح بأنه حامل لبرنامج يناقض حزب أغلبية المجلس.
- محصّلة أصواتكم تدين بفضل كبير "لخدمات القرب".
- حلفاؤكم في المعارضة يختلفون عنكم تاريخا وأهدافا.
- إيقاعك السياسي "الموروث" مرتفع عن البقية، وهو -شئت أم أبيت- امتداد من "داخل المؤسسات" لصوت "اليقظة" و نضال الشارع.
- مهمتك ستتقاطع كثيرا مع تجربة "المعارضة" التي قادها كاتب المجلس السابق.
- بالقدر الذي أحارب به مشروع حزب الأغلبية، أعارض به مشروع حزبكم إلاّ ما توافقنا عليه من محلّي ومشروع المطالب.
وفيما سبق من النّقط ما يغني تلميحه عن تصريحه.
استقام الأمر الآن وتبدّت معالم مهمتك. بداية يجب أن تعلم أنني لا ألبس جبّة الأستاذ أو النّاصح، فأنت أدرى بأولويات تكتيكاتك المرتهنة بارتباطات الهيئة وإملاءات "مشروعكم المجتمعي" وإكراهات "التحالف". كل هذا لا يمنع من تذكيرك بالآتي:
- حزبكم يصرّح بأنه حامل لبرنامج يناقض حزب أغلبية المجلس.
- محصّلة أصواتكم تدين بفضل كبير "لخدمات القرب".
- حلفاؤكم في المعارضة يختلفون عنكم تاريخا وأهدافا.
- إيقاعك السياسي "الموروث" مرتفع عن البقية، وهو -شئت أم أبيت- امتداد من "داخل المؤسسات" لصوت "اليقظة" و نضال الشارع.
- مهمتك ستتقاطع كثيرا مع تجربة "المعارضة" التي قادها كاتب المجلس السابق.
- بالقدر الذي أحارب به مشروع حزب الأغلبية، أعارض به مشروع حزبكم إلاّ ما توافقنا عليه من محلّي ومشروع المطالب.
وفيما سبق من النّقط ما يغني تلميحه عن تصريحه.
السيد عضو المجلس البلدي،
وإن قاطعت الانتخابات، سأصارحك بأنني سأكون "غير مسرور" إن لم تكن صوتا حقيقيا لنبض الشارع تحت قبة المجلس، "سأكشفك" إن أنت سكتت عن أي توظيف مشبوه و أنت المعطّل السابق، "سأقاطعك" إن أنت جاريت ظلما أو سايرت نهبا أوسلبا، "سأكرهك" إن أنت انحنيت لأي شكل من أشكال التهديد أو الترغيب وأنت الذي خرجت مرفوع الرّأس مرات ومرات بعدما حاولوا جاهدين قطع مورد رزقك. فلا مجال لك بعد الآن للصمت أو الحياد . نعم أصرخ بها في وجهك ولو من باب الصّداقة التي توثقت عراها على أسس ما أسلفت. نعم، لا خير فيّ إن لم أقلها لك وفيك، ولا خير فيك إن لم تسمعها وتقبلها مني.
صديقي العزيز،
بالمقابل، اِعلم أنّك، ما دمت وفيّا لخطّ النّضال، فظهرك مسنود ولن نترك أحدا من المتهافتين "يزعجك". اِعلم أنك، ما دمت مخلصا لصوت المحرومين والمهمشين، فلن تكون أبدا في المعارك وحدك.
أعرف وتعرف جيّدا أنهم سيحاربونك وسيلجؤن لما توفر من الحيل و"خبث" السياسة ليخرسوا صوتك، فجهّز نفسك لحرب ضروس طرفاها غير متناسبي الإمكانات إلا ما توفّر للشريف فيها من عزّة نفس و إباء وصمود في سبيل كلمة الحق، أعرف وتعرف أنّ الحَكم فيها يميل كلّ الميل.
صديقي العزيز،
خاطبتك لأنني أدرك أنك أهل الوفاء والأجذر بالهمس، صارحتك لأننا -وإن اختلفت مشاربنا- اشتركنا حلاوة الاصطفاف في صفّ من يستحقّون، بالغت لأنك بكل بساطة صديقي.
اُعذر قسوتي في الخطاب، وجرأتي في بسط الأمور على حقيقتها. اعتبر أننا تهامسنا حول إبريق شاي كالذي تأبى إلاّ أن تشرب ثلاثة أرباعه، فسمِعَنا النّاس !
تحياتي الخاصة الخالصة. صديقك عبد الغفار الموفق.
لا تعليقات في " رسالة مفتوحة إلى السيد عبد العالي هيدان عضو المجلس البلدي لمدينة ابن جرير "